أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ان قضية الاسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية هي أولوية بالنسبة اليه، وقال: “هذه القضية ستبقى حاضرة، وانا حريص على جميع اللبنانيين، وآمل ان نصل الى نتيجة وفق أي طريقة ممكنة للضغط على إسرائيل للتجاوب مع المطالب”.
موقف الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفد الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين برئاسة احمد طالب، في حضور النائب حسين الحاج حسن الذي هنأ بداية الرئيس عون بحلول الأعياد المجيدة، وتحدث عن “وضع الاسرى الـ20 وظروف اسرهم، خصوصا أولئك الذين تم أسرهم بعد اتفاق وقف الاعمال العدائية”.
وحيا الحاج حسن “الجهود التي يقوم بها رئيس الجمهورية من اجل الافراج عنهم وما تقوم به الدولة مع الصليب الأحمر الدولي لزيارتهم والاطلاع على أوضاعهم، في ظل عدم تجاوب الجانب الإسرائيلي مع هذه الجهود، بما يخالف الأعراف والاتفاقات الدولية”.
وأكد “الوقوف الى جانب الرئيس عون في هذه القضية التي حملها منذ خطاب القسم ولا يزال، وابقائها في أولويات الدولة اللبنانية لممارسة كل الوسائل والضغوط الديبلوماسية من اجل تحريك هذا الملف، وان الجمعية تستوحي من كلام رئيس الجمهورية حول عدم الاستسلام وعدم الانكسار والخضوع”.
كما وضع الحاج حسن الرئيس عون في اجواء التحرك الذي تنوي الجمعية القيام به في هذا المجال.
وخلال اللقاء، تحدث الأسير المحرر عباس قبلان، عارضا لما عانى منه خلال فترة اسره قبل ان يتحرر، معتبرا ان “الاسرى اللبنانيين يعانون كذلك من هذه الممارسات اللاانسانية، ويجب تفعيل التحرك على الصعيد الوطني والخروج بتضامن لبناني واسع، كون القضية شاملة وإنسانية ووطنية”، متمنيا “أدراج الأسرى سكاف وفران وعليان الذين مضى على احتجازهم في السجون الإسرائيلية عقود من الزمن، من دون ان يعترف الإسرائيليون بوجودهم ضمن ملف الاسرى، والعمل على تحريرهم ايضا”.
وتطرق الى وضع عوائل الاسرى والصعوبات التي تعترضهم في ظل الظروف المعيشية القاسية التي يمر بها البلد.
الرئيس عون: ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، ومتوجها اليه بالقول: “اولادكم هم أولادنا، وكما قلت في خطاب القسم وفي كل لقاءاتي ومقابلاتي، ان هذا الملف مهم جدا واولوية بالنسبة الي وتتم اثارته ايضا في لجنة “الميكانيزم” لجهة اعتباره في سلم الأولويات. كما اثرت الموضوع خلال لقائي برئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر خلال زيارتي لنيو يورك وطلبت منه زيارة الاسرى والاطمئنان الى صحتهم واوضاعهم، لكن الإسرائيليين لم يتجاوبوا، واثرت الموضوع ايضا مع الجانب الأميركي على امل ان نصل الى نتيجة”.
أضاف: “هذه القضية ستبقى حاضرة، وانا حريص على جميع اللبنانيين، وآمل ان نصل الى نتيجة وفق أي طريقة ممكنة للضغط على إسرائيل للتجاوب مع المطالب”.
واستمع الرئيس عون الى معاناة أعضاء الوفد الذين شرحوا ظروف اسر أولادهم، وخصوصا من تم اسرهم بعد انتهاء الاعمال العدائية، والمأساة اليومية التي يواجهونها في ظل غياب احبائهم. واعربوا عن وقوفهم الى جانب ما يقوم به رئيس الجمهورية، شاكرين له “الجهود التي يبذلها لكشف مصير الاسرى والمطالبة بعودتهم”.
وتسلم الرئيس عون مذكرة من الوفد تضمنت أسماء الاسرى والمواقع اللبنانية التي تم اسرهم فيها، إضافة الى تاريخ الاسر، حيث ان 10 من اصل الاسرى الـ20، تم اختطافهم بعد وقف الاعمال العدائية وهم يقومون بأعمالهم اليومية في بلداتهم وقراهم، وتعرضهم في السجون الإسرائيلية للتعذيب الجسدي والنفسي وفق شهادة عدد من الاسرى الفلسطينيين المحررين اخيرا.
السفير المصري: ديبلوماسيا، التقى الرئيس عون السفير المصري علاء موسى، وتطرق البحث الى الأوضاع الإقليمية والدولية وانعكاساتها على لبنان والمنطقة والدور الذي تلعبه مصر في سياق الجهود المبذولة لتخفيف التوتر.
وتحدث السفير موسى بعد انتهاء اللقاء، فقال: “هدف الزيارة كان لاطلاع فخامة الرئيس على الجهود التي تقوم بها مصر من اجل تهدئة حدة التوتر في جنوب لبنان، ومحاولة البحث عن مخرج ملائم يجعلنا نبتعد عن شبح تصاعد الازمة وتطورها الى ما هو ابعد مما هو عليه. وفي الفترة السابقة وبعد زيارة وزير الخارجية المصري للبنان، عدنا الى القاهرة، وبناء على توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، واصل وزير الخارجية اتصالاته مع مختلف الأطراف في الإقليم وخارجه ومع الولايات المتحدة، واطلعهم على نتائج زيارته، وتم التشاور في ما هو آت، وتلمسنا بعض الردود التي تبدو مشجعة، ونحن نعمل وفقها، وهناك بودار جيدة ولو ان الطريق لا يزال طويلا، ونحاول التمسك بها لان ليس امامنا سوى العمل من اجل تجنيب لبنان أي تطور في الاعتداءات الإسرائيلية على أراضيه، والأمور تسير بشكل جيد ونسعى الى تطويرها في الفترة المقبلة، ولكن علينا الاستمرار في العمل مع الشركاء في الإقليم وخارجه، واعتقد ان الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من التطور الذي نأمل ان يكون ايجابيا”.
سئل: هل تحدد موعد زيارة رئيس الوزراء المصري الى بيروت؟
أجاب: “يتم الاعداد لهذه الزيارة وهي ستتم الأسبوع المقبل، والترتيبات متواصلة مع الدولة اللبنانية، على امل ان تكون الزيارة موفقة وهي تهدف الى مواصلة ارسال رسائل الدعم الى لبنان، خصوصا وان مصر قد تكون الوحيدة التي، ومنذ بدء العهد الرئاسي الجديد، كانت على تواصل دائم وتبادلت الزيارات لمسؤولين على مستوى عال من الجانبين، ومع نهاية العام سنختتمه مع زيارة رئيس الوزراء الى لبنان التي نأمل ان تكون على الطريق الصحيح وتزيد الدعم للبنان وتعزز التنسيق الكامل بين البلدين”.
سئل: هناك إيجابية من الجانب اللبناني حول المبادرة المصرية، هل لمستم إيجابية من الجانب الإسرائيلي؟
أجاب: “كما سبق وقلت، هناك تواصل بين القاهرة والعواصم المعنية، ويتم التشاور في ما نعلمه من الجانب اللبناني او الأطراف الأخرى، والمؤشرات تفيد اننا نسير في الطريق الصحيح، ولا بد من مواصلة العمل لانه لا يمكن ضمان أي شيء، ولكن ما يتم العمل عليه هو محاولة تخفيف حدة التوتر وتجنيب لبنان أي تطور في حدة الاعتداءات، وهذا هو الهدف الأساسي، والمسألة يجب ان تتم خطوة تلو الأخرى لخلق حالة من الزخم للاستفادة منها في حل الكثير من المعوقات”.
سئل: التصريحات والتهديدات الاسرائيلية تشير الى عكس أجواء التفاؤل التي تحدثتم عنها.
أجاب: “لا بديل سوى مواصلة هذه الجهود، وعندما تحدثت عن إيجابية قصدت بها فرصا للحوار ومحاولة للأطراف، ومصر، لإيجاد أرضية مشتركة للبناء عليها في المستقبل، وليس امامنا سوى العمل والمحاولة لان البديل هو انتظار ما سيأتي، وهذا ما يجب تجنبه قدر الإمكان. قامت الدولة اللبنانية بخطوات جيدة في الفترة السابقة وتحديدا رفع مستوى التمثيل في لجنة “الميكانيزم”، وقد تم التفاعل مع هذه الخطوة بشكل إيجابي، وما وصلنا من الأطراف المعنية هو تقدير لهذه الخطوة التي سنبني عليها من اجل خطوات أخرى، ونتمنى ان تسفر الجهود التي تقوم بها مصر بالتنسيق مع كل الاصدقاء والشركاء، الى نتيجة تكون في مصلحة لبنان”.
سليم الصايغ: واستقبل الرئيس عون النائب سليم الصايغ وعرض معه للأوضاع على الساحة المحلية.
بعد اللقاء، اكد النائب الصايغ ان زيارته لرئيس الجمهورية “هي في ذكرى استشهاد اللواء فرانسوا الحاج والصحافي الكبير جبران تويني، وان الكلمة التي صدرت عن فخامة الرئيس في هذه المناسبة كانت مميزة، وجبلت دماء هذين الشهيدين، عبر الحق الذي استشهد والسيف الذي يدافع عن الحق. وبالنسبة الينا، فإن معنى الاستشهاد هو قيامة دائمة، وكلام فخامته في هذه المناسبة هو شهادة حياة للبنان المستقبل، ونحن نشد على يده في هذا المجال، وهذا الكلام هو ما يرغب في سماعه اللبنانيون الذي لا يزالون يحلمون بوطن جميل”.
وقال: “عرضنا ايضا لعدد من الملفات السياسية التي تتعلق بالمستقبل، والمفاوضات القائمة، والدعوة التي وجهها قداسة البابا الى لبنان واللبنانيين للمضي قدما بشجاعة وانفتاح، نحو طريق السلام الذي يحتاج الى وقت ولا يحصل بين لحظة وأخرى. ولفتنا الادراك الذي يتمتع به فخامته لمجمل المندرجات، وهو يملك مقاربة متعددة الابعاد والجوانب امنيا وعسكريا لجهة حصر السلاح، وكذلك المقاربة الاجتماعية والاقتصادية التي ستسمح بنقل لبنان واللبنانيين من حالة الحرب الى حالة السلم الأهلي الدائم”.
وختم قائلا: “انا اخرج من هذا الصرح اكثر اطمئنانا الى ان لبنان هو اليوم اكثر من أي مضى، في ايد امينة”.
ماري كلود نجم: الى ذلك، عرض الرئيس عون مع عميدة كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة القديس يوسف الوزيرة السابقة ماري كلود نجم، لأوضاع الكلية والواقع الجامعي في لبنان.
السفيران طه وكبارة: وفي قصر بعبدا، سفيرة لبنان المعينة في اليابان عبير طه وسفير لبنان المعين في الغابون مازن كبارة، بمناسبة قرب مغادرتهما لبنان للالتحاق بمركزي عملهما الجديدين.
وقد زود الرئيس عون السفيرين طه وكبارة بتوجبهاته، وتمنى لهما التوفيق في مهامهما الديبلوماسية”.
إعلاميون من أجل الحرية: أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون انه في المفهوم العسكري الصرف، عندما يخوض أي جيش معركة ويصل فيها الى طريق مسدود يتم بعد ذلك الإتجاه الى خيار التفاوض، وتساءل: هل لبنان قادر بعد على تحمل حرب جديدة؟ وما هي خياراتنا امام عدو يحتل ارضنا ويستهدفنا كل يوم ولديه اسرى من أبنائنا؟
وردا على سؤال حول التصريحات الأخيرة للموفد الأميركي توم براك، أكد الرئيس عون أنها مرفوضة من كافة اللبنانيين.
وعن امتعاض بعض النواب من طريقة ترسيم الحدود مع قبرص، أشار الى أنه في العام 2011 وضعت حكومة الرئيس ميقاتي قواعد الترسيم، وما قمنا به هو تثبيت هذه القواعد، وقد استشرنا هيئة التشريع والقضايا في ما اذا كانت هذه المعاهدة واجبة الذهاب الى المجلس النيابي فأتى الجواب بالنفي.
من جهة أخرى، أكد الرئيس عون ان دور الإعلاميين أساسي، وهو قائم على التصرف بحرية مسؤولة، لأن الحرية المطلقة باتت توازي الفوضى، وتحت شعارها بات البعض يعتبر نفسه محصَّنا وله الحق في إتهام الآخر من دون إثبات وعبر التعرض للكرامات الشخصية، متسائلا كيف يمكن لأحد ان يكتب امرا غير مبني على وقائع حقيقية، فحدود حرية كل أحد تتوقف عند حدود حرية الآخر، ودور الإعلام الحقيقي هو تكوين وتصويب وتصحيح الرأي العام.
كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال استقباله وفداً من جمعية “إعلاميون من أجل الحرية” برئاسة رئيسها الإعلامي أسعد بشارة، الذي ألقى كلمة مقتضبة في مستهل اللقاء جاء فيها:
“نشكركم على إٍستقبالكم لنا. نحن نأتي الى هنا أولا كمواطنين وتاليا كإعلاميين، لأن المواطن اعلى مرتبة من الجميع في خدمة الوطن. نحن جمعية “إعلاميون من أجل الحرية”، نتحرك على إيقاع الحريات الاعلامية وكل ما يختص بالشأن الإعلامي، وتضم جمعيتنا صحافيين لبنانيين وعربا من كافة المؤسسات الكبرى في العالم العربي “.
أضاف: ” نزوركم اليوم على وقع مرحلة إنتقالية صعبة جدا يعيشها لبنان، وأنتم ربان السفينة. أتينا لنسمع منكم توجيهاتكم في كيفية المساعدة كقادة رأي، كوننا جنوداً ووسطاء بين الدولة والرأي العام.”
كلام الرئيس عون
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مشددا على انه من اهم ميزات لبنان هو صحافته القائمة على الفكر والنقد البناء، لأن المطلوب هو عدم استغلال مفهوم الحرية. وقال: “منذ كنت في قيادة الجيش الى اليوم، لم ارفع دعوى بحق صحافي لأنني منسجم مع نفسي ومرتاح مع ضميري.”
ودار حديث بين أعضاء الوفد ورئيس الجمهورية الذي رد على اسئلتهم، فأوضح ردا على سؤال “ان زيارة الحبر الأعظم الأولى له منذ إنتخابه قبل ستة أشهر، وزيارة أعضاء مجلس الأمن، التي ترافقت مع خطوة تعيين مدني في لجنة الميكانيزم، كلها إِشارات إيجابية”، موضحا انه في المفهوم العسكري الصرف فإنه عندما يخوض أي جيش معركة ويصل فيها الى طريق مسدود يتم بعد ذلك الإتجاه الى خيار التفاوض، ومتسائلا: “هل لبنان قادر بعد على تحمل حرب جديدة؟ وإذا ما وضعنا خيار الذهاب الى الحرب جانبا، ما هو الخيار الآخر؟ امامنا محتل لأرضنا ويستهدفنا كل يوم ولديه اسرى من أبنائنا، فكيف نحل الأمر سوى عبر التفاوض؟ والتاريخ مليء بالأمثلة.
وقال: “نحن كنا منذ نحو سنة نقول بهذا الخيار، وقد وصلني خبر يوم السبت من الأميركيين قبل مجيء قداسة البابا يوم الأحد الى بيروت، يفيد انهم وصلوا الى خرق مع الإٍسرائيليين الذين وافقوا على وجود مدني في الناقورة ضمن لجنة الميكانيزم. أنرفض هذه الفكرة؟ ولقد اخترت السفير سيمون كرم لأنه كان سفيرا سابقا في الولايات المتحدة الأميركية، وشارك في المفاوضات السابقة في مدريد. وهذا ما حصل، وقد استدعيته يوم الثلاثاء بعد مغادرة قداسة البابا، بعد التشاور مع الرئيسين بري وسلام، وكان جو الأوروبيين والأميركيين إيجابيا لمجرد حضوره إجتماعات لجنة الميكانيزم”.
وردا على سؤال حول التصريحات الأخيرة للموفد الأميركي توم براك، قال الرئيس عون: “لا تضيعوا وقتكم بها، هي مرفوضة من كافة اللبنانيين”.
وعن امتعاض بعض النواب من طريقة ترسيم الحدود مع قبرص، أشار الرئيس عون انه “منذ العام 1943 لم ترسم الحكومات المتتالية الحدود مع احد. وفي العام 2011 وضعت حكومة الرئيس ميقاتي قواعد الترسيم، ونحن ما قمنا به هو تثبيت هذه القواعد، وعدلنا من الخط رقم 1 الى الخط رقم 23، واستشرنا هيئة التشريع والقضايا في ما اذا كانت هذه المعاهدة واجبة الذهاب الى المجلس النيابي فأتى الجواب بالنفي، وانه يكفي أن يكلف مجلس الوزراء احد الوزراء للتوقيع. اتُهمنا اننا ضحينا بنحو 5 آلاف كيلومترمربع، فعلى أي اساس نتهم بذلك؟ لقد إتبعنا مبدأ الخط الوسط المعتمد في قوانين الترسيم البحري الدولية التي تطبق في ترسيم البحار”.
وسئل رئيس الجمهورية عن تسوية العلاقات الدبلوماسية مع ليبيا بعد إطلاق سراح هنيبعل القذافي، فأشار الى وجوب حل قضية إختفاء الإمام موسى الصدر، وهو ملف حق، ومن حق اللبنانيين ان يعرفوا مصيره ورفاقه.
وعن الخطوات التي ستتخذها الدولة اللبنانية للحصول على المساعدات الأميركية للجيش اللبناني، أوضح ان هناك عدة برامج مساعدة، وكل منهم يغطي امرا خاصا. “واللافت للنظر انه لأول مرة يذكر في قرار رسمي وجوب مساعدة الجيش اللبناني، وهذا امر إيجابي واساسي بالنسبة الينا. وهناك أصوات كثيرة ومؤثرة في الإدارة الأميركية ترتفع من اجل مساعدة الجيش. وهناك للأسف بعض الأصوات اللبنانية في الولايات المتحدة تحرض على عدم مساعدة الجيش وتشوش على ما يقوم به، علماً أن مهمته ليست فقط تطبيق حصرية سلاح حزب الله. فلا يمكننا تجاهل دوره في مكافحة المخدرات ومحاربة الإرهاب وضبط الحدود وتأمين الأمن في الداخل. في زيارة قداسة البابا، كان هناك 25 ألف عسكري يقومون بتأمين الأمن على الأرض. وعلى الرغم من تحريض البعض، ليس هناك إمتعاض أميركي من الجيش اللبناني الذي يقوم بواجباته وبكافة الخطوات المطلوبة منه”.
وسئل عما إذا كان الجيش سيواصل حصرية السلاح بيده شمال الليطاني، فأوضح انه والحكومة اول من تكلموا على حصرية السلاح، وإتخذ القرار بذلك، والتنفيذ يخضع تقنيا للجيش، “وبدأنا منذ سنة بذلك. وما أنجز حتى الآن ليس بالسهولة التي يتوقعها البعض ولكن تم إنجازه، وقد دفع الجيش شهداء من خيرة عناصره وأخصائييه في سبيل ذلك، إذ ليس من السهل التعاطي مع ذخيرة تقوم بحصرها، ولا تعرف اصلها ولا كيفية تخزينها ولا اين، وهي باتت خطرة. وهذا يتطلب دراسات وأخصائيين وبحث كيفية سحبها أيضا. والجيش اللبناني لا يركز عمله على الجنوب فقط، بل هو منتشر في كل لبنان ويقوم بمهامه كاملة. المهم ان القرار إتخذ وهو يطبق وسنكمل به”.
وعن شعور البعض ان العلاقة مع سوريا غير سوية تماما، أشار الرئيس عون الى ان العلاقات بطيئة وتتطور الى الأفضل، ونأمل كل الخير. وعن الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية أشار الى ان مطلب لبنان هو تفعيل الإتفاقية القضائية بين البلدين.
وأوضح كذلك، ردا على سؤال ان فرنسا اعطتنا خرائط حول الحدود مع سوريا، ونحن جاهزون لترسيم الحدود معها عندما يقررون ذلك، واللجنة اللبنانية جاهزة. أما مزارع شبعا فسنتركها للأخير، ويمكن ان ننشىء لجنة للترسيم البحري وأخرى للترسيم البري.
وأوضح رئيس الجمهورية ردا على سؤال انه مصر على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، “ولكن لا يعود لي كرئيس للجمهورية ان احدد وفقا لأي قانون ستجري. هذا دور مجلس النواب، والحكومة أرسلت مشروع قانون الى المجلس النيابي في هذا الخصوص”.
وسئل عن كلام مجموعة نواب من حزب الله انه اعطى الحزب إلتزاما قبل جلسة إنتخابه رئيسا بموضوع إستراتيجية دفاعية ولا إشارة فيه الى سحب السلاح، وتواكب هذا الكلام مع حملة إعلامية اشارت الى ان هناك ورقة موجودة موقعة منه حول هذا الإلتزام سيتم نشرها في الوقت المناسب، فأجاب: “فلينشروها الآن … اذا كانت موجودة. هناك مسؤولية الكلمة. لا إتفاق ولا ورقة موقعة. ولنسلم جدلا بهذا الأمر، فكيف التزم بذلك، وبعد ساعة ألقيت خطاب القسم الذي تعهدت فيه بحصرية السلاح؟”
تصريح بشارة
وبعد اللقاء، أدلى بشارة، بالتصريح الآتي:
“تشرفنا اليوم في جمعية “إعلاميون من أجل الحرية” بلقاء فخامة الرئيس جوزيف عون، باعتباره المؤتمن على الدستور، والحارس للسيادة، والضامن لمسار استعادة حضور الدولة ومؤسساتها في الزمن الأصعب الذي يعيشه لبنان.
أبدأ بإلقاء تحية إجلال لروح شهيدنا جبران تويني، وجميع شهداء الاعلام، ونقول: الحرية أقوى من السيارات المفخخة ورصاص الغدر.
نحن، كجمعية تضم نخبة من الصحافيين اللبنانيين والعرب، نراهن على النموذج الذي يمثله لبنان، والذي يحرص فخامة الرئيس على معناه وقيمته، كي يبقى هذا الوطن منارة العرب وفضاءً حراً يليق برسالته ودوره التاريخي.
نراهن على العهد لحماية الحريات عبر قضاء عادل مستقل، لا يخضع للضغوط، ويعيد ثقة اللبنانيين بدولتهم ويصون حقوقهم. كما نراهن على أن تستعيد بيروت دورها كمركز استقطاب في عالم الإعلام، وهذا ممكن، لأن العاصمة التي نكبت بالحرب والانهيار لا تزال تحتفظ بقيمة الحرية التي هي عنوان تميزها الدائم.
وهنا تمنينا على فخامته المبادرة الى تشجيع الإعلام العربي والدولي على العودة الى بيروت من خلال التأسيس لمدينة انتاج اعلامي مؤهلة لاستقطاب الطاقات اللبنانية في عالم الاعلام وصناعته التي باتت محتوى فكريا وموردا اقتصاديا على السواء
إن حرية الإعلام ليست امتيازاً، بل مسؤولية والتزام. ونحن، كإعلاميين، نقف إلى جانب الدولة في معركتها لاستعادة هيبتها، كما نقف في الوقت نفسه في موقع الرقابة عليها، لأن الجميع — من دون استثناء — يجب أن يكون تحت سقف القانون.
من قصر الرئاسة نعلن أن المطلوب انتهاء زمن الحقبات البوليسية في التعامل مع الاعلاميين، ذاك زمن يجب دفنه الى غير رجعة، ونعول على الرئيس عون بدور فاعل في هذا الاطار.
إن دولة قوية، عادلة، شفافة، قادرة على حماية حدودها، وعلى احتضان مجتمعها، وعلى ضمان حريات أبنائها، هي ما نؤمن به، وهي ما نتطلع إلى دعمه، اي معادلة ثابتة تعيد للبنان موقعه ومكانته ودوره.
من موقعنا، نقف الى جانب الدولة، دفاعاً عن الديمقراطية، وصوناً لحرية الرأي والتعبير، وإيماناً بأن لبنان الذي نحلم به يبدأ من سلطة تحكم بالقانون، وشعب يثق بمؤسساته، وإعلام يمارس دوره بلا خوف، أكرر بلا خوف، لاسيما ممن ما زالوا يتوهمون، بأن تطويع الاعلام وكم الافواه ممكن.
في الوقت نفسه لقد نظرنا إيجابية النقاش الذي حصل في مشروع قانون الاعلام في لجنة الادارة والعدل، التي أحالت المشروع الى الهيئة العامة، التي تتحمل مسؤولية انتاج قانون اعلام حديث يحاكي لغة العصر ويضمن الحرية الاعلامية المسؤولة..اشدد المسؤولة فلا غطاء منا لاعلام الاسفاف والتخوين والتهديد بالقتل والتعرض لكرامات الناس واختلاق الاخبار الكاذبة، والفصل في كل ذلك أمام محكمة المطبوعات حصرا.
شكراً لفخامة الرئيس على هذا اللقاء، سنواكب كمواطنين وكإعلاميين وقادة رأي مسيرة استعادة الدولة سيادتها وحريتها واستقلالها، وسنبقى الصوت الذي لا يهادن كلما حاول احد المس بجوهر وجود لبنان الحرية.
سنواكب باعتبارنا جمعية اعلامية تضم اعلاميين من كافة دول الوطن العربي، وهم العاملون في أهم وسائل الاعلام العربية، مسار الحريات الاعلامية في العالم العربي، الذي يشهد مرحلة انتقالية بالغة الاهمية باتجاه الحداثة.