الصفحة الرئيسيةخبر عاجلسياسةمحلية

فارس سعيد: التفاوض بين لبنان وإسرائيل بدأ وزيارة البابا رسالة سياسية مهمة

أكد رئيس لقاء سيدة الجبل النائب السابق فارس سعيد أن زيارة البابا لاوون الرابع عشر، إلى المنطقة لم تكن مجرد زيارة دينية، بل كانت تحمل في طياتها رسالة سياسية مهمة. فقد نقل البابا رسالة واضحة مفادها أن القدس هي مدينة مفتوحة للجميع، بما في ذلك أصحاب الأديان السماوية كافة. لكن الأهم من ذلك هو الدور الذي أراده البابا في إرساء مبدأ التفاوض من أجل السلام في لبنان والمنطقة بشكل عام.

سعيد أشار إلى أن مبدأ التفاوض بين لبنان ودولة إسرائيل قد بدأ بالفعل. وقال إن الجمهورية اللبنانية، ممثلة برئيسها، قد أعلنت بوضوح أنها ستدخل في مفاوضات مع إسرائيل. ويضيف سعيد أن هذا الموقف يعني أننا دخلنا مرحلة جديدة، بغض النظر عن النتائج التي قد تترتب على هذه المفاوضات. لقد أصبح واقع التفاوض قائمًا بالفعل، وهو يشير إلى تحول كبير في سياسة لبنان الخارجية.

البابا ليس فقط رجل دين

ورغم أن البابا لاوون معروف بدوره الديني العالمي، إلا أن سعيد يرى أن زيارته للمنطقة لم تكن مجرد رسالة دينية بل كانت جزءًا من مهمة سياسية معقدة، تهدف إلى تأكيد ضرورة إرساء مبدأ التفاوض والسلام في لبنان والمنطقة. وبحسب سعيد، فإن الوضع في لبنان أصبح مختلفًا عن السابق، حيث دخل البلد في مرحلة مفاوضات مع إسرائيل، وهو تحول يراه محوريًا في تاريخ العلاقات بين البلدين، إذا ما أخذنا في الحسبان العقود الطويلة من الصراع والتوتر.

ورغم أن البعض كان يخشى أن تكون زيارة البابا بداية لحرب جديدة، يرى سعيد أن العكس هو ما حدث، فقد بدأت المفاوضات بالفعل بعد الزيارة. وعلى الرغم من أن الجدل حول الحرب والتهديدات العسكرية كان حاضرًا في المشهد السياسي اللبناني، إلا أن موقف لبنان الجديد، الذي يعترف بضرورة التفاوض مع إسرائيل، يفتح الأفق أمام مرحلة جديدة من التعاملات الدبلوماسية.

الواقع الجديد: معركة التفاوض والمواقف السياسية المتغيرة

وأضاف سعيد: تتسارع الأحداث في لبنان والمنطقة، ويبدو أن الواقع السياسي الشيعي في لبنان لم يعد كما كان عليه في السابق.

وفي ما يتعلق بالتحولات السياسية على الأرض، يرى سعيد أن مبدأ التفاوض لا يعني بالضرورة توقف الاعتداءات أو الهجمات المتبادلة، لكنه يشير إلى أننا على الأقل بدأنا عملية سياسية جادة تستند إلى مبادئ التفاوض السلمي. أهم النقاط التي تُطرح على طاولة المفاوضات تتعلق بالملفات العالقة مثل الأسرى والنقاط الحدودية، وهي ملفات تعتبر ذات أهمية بالغة للعديد من الأطراف المتورطة في هذا الصراع.

التفاوض بين لبنان وإسرائيل: خطوة إلى الأمام

وفي تعليقه على المواقف السياسية الحالية، يقول سعيد إن مبدأ التفاوض بين لبنان وإسرائيل يمثل واقعًا جديدًا يفرض نفسه على الساحة، مشيرًا إلى أن هذا التوجه كان حتميًا في ظل الظروف الراهنة. ويضيف أن الرئيس نبيه بري، وحزب الله، اللذين كانا في السابق يعارضان بشكل كبير فكرة التفاوض المباشر مع إسرائيل، أصبحا الآن موافقين على هذا التوجه، على الرغم من أن التفاوض لا يعني بالضرورة السلام التام أو توقف العدائيات.

كما يشير سعيد إلى أن التفاوض ليس عملية سهلة أو سريعة، بل هي معركة طويلة تحتاج إلى الكثير من الصبر والتكتيك السياسي. ولهذا، يرى أن معركة التفاوض قد لا “تربح بالضربة القاضية”، بل تحتاج إلى تكامل الجهود المختلفة من جميع الأطراف المعنية لتحقيق أهدافها.

صوت المسلمين: لا للحرب، نعم للسلام

وفي ما يتعلق بالمواقف العربية والإسلامية، يتحدث سعيد عن إجماع كبير بين مليار مسلم على رفض الحرب ضد إسرائيل. هذا الموقف، الذي يعتبره سعيد صريحًا وواضحًا، يعكس رغبة الشعوب الإسلامية في تجنب التصعيد العسكري والبحث عن حلول سلمية للنزاع. ويضيف أن هذا الموقف يمثل تحولًا كبيرًا في كيفية تعاطي العالم الإسلامي مع القضية الفلسطينية والصراع في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى